×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِمَنْ أَطَابَ الكَلاَمَ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»  ([1]). «أَطَابَ الكَلاَمَ»، اجعلْ كلامك طيبًا، هذا مِنَ الإحسان.

وكذلك الإحسانُ بالفعل: بأنْ تساعد بالمال أو بالجاه والشفاعة، تتوسط له عند مَنْ عنده حاجته يقضيها له. هذا مِنَ الإحسان بالجاه، الإحسان يكون بالمال ويكون أيضًا بالجاه، ﴿مَّن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةً حَسَنَةٗ يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ مِّنۡهَاۖ[النساء: 85]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا»  ([2]).

فهذا مِنَ الإحسان إلى الناس، أنك تبذل جاهك للمحتاجين. وكذلك إذا رأيت أحدًا يشتغل تعينه على شغله، إذا رأيت أحدًا يحمل على دابة أو سيارة، تساعده وتحمل معه على السيارة. هذا مِنَ الإحسان ومِنَ الصدقة على المحتاجين. وهذا الإحسانُ بالفعل.

كذلك الإصلاحُ بين الناس: إذا كان بين الناس سوءُ تفاهم تصلح بينهم. هذا مِنَ الإحسان، ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ [الأنفال: 1]، هذا مِنَ الإحسان.

فأنواعُ الإحسان بين الناس كثيرة، ولا تقتصر على الإحسان بالمال، بل تتناول الإحسان بالقول، وتتناول الإحسان بالمال، وتتناول الإحسان بالإعانة بالبدن. إذا رأيت واحدًا يشتغل تساعده على عملِهِ. هذا مِنَ الإحسان إلى الناس. الله جل وعلا يقول: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ [المائدة: 2].


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1984)، وأحمد رقم (1338).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1432)، ومسلم رقم (2627).