×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ أي: أخلص العبادة لله، ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ [البقرة: 112]، أي: متبع للرسول صلى الله عليه وسلم.

*فالإحسان في العبادة يجب أن يتوفر فيها شرطان:

الشرط الأول: الإخلاصُ لله عز وجل.

الشرط الثاني: الموافقة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»  ([1])، وقال عليه الصلاة والسلام: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَة بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَة ضَلاَلَة»  ([2]).

فالإحسان في العبادة: أن تؤديها على الوجه المشروع، مخلصًا لله عز وجل فيها، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْحْسَان أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»  ([3]). هذا هو الإحسانُ في العبادة.

والإحسانُ إلى الخلق: بأنْ تتصدق على المحتاجين، وتتلطفَ مع مَنْ تخاطبه بالكلام الطيب، ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا [البقرة: 83]، تتلطف بالكلام الطيب مع الناس، ولا تشتم ولا تسب، ولا تغتب الناس، ولا تشتغل بالنميمة، بل كنْ محسنًا فيما بينك وبين الناس بالقول وبالفعل.

بالقول: أن يكونَ كلامُكَ طيبًا، ليس فيه تجريحٌ وليس فيه سبابٌ ولا شتم ولا زور، وإنما يكون كلامًا طيبًا. وفي الحديث: «إِنَّ فِي الجَنَّة غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وأحمد رقم (17144).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (8).