﴿أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ﴾ أي: أخلص العبادة لله، ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾
[البقرة: 112]، أي: متبع للرسول صلى الله عليه وسلم.
*فالإحسان
في العبادة يجب أن يتوفر فيها شرطان:
الشرط
الأول: الإخلاصُ لله عز وجل.
الشرط
الثاني: الموافقة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال
عليه الصلاة والسلام: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ
رَدٌّ» ([1])،
وقال عليه الصلاة والسلام: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ
كُلَّ مُحْدَثَة بِدْعَة، وَكُلَّ بِدْعَة ضَلاَلَة» ([2]).
فالإحسان
في العبادة: أن تؤديها على الوجه المشروع، مخلصًا لله عز
وجل فيها، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْحْسَان أَنْ تَعْبُدَ الله
كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» ([3]).
هذا هو الإحسانُ في العبادة.
والإحسانُ
إلى الخلق: بأنْ تتصدق على المحتاجين، وتتلطفَ مع مَنْ تخاطبه
بالكلام الطيب، ﴿وَقُولُواْ
لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83]، تتلطف
بالكلام الطيب مع الناس، ولا تشتم ولا تسب، ولا تغتب الناس، ولا تشتغل بالنميمة،
بل كنْ محسنًا فيما بينك وبين الناس بالقول وبالفعل.
بالقول: أن يكونَ كلامُكَ طيبًا، ليس فيه تجريحٌ وليس فيه سبابٌ ولا شتم ولا زور، وإنما يكون كلامًا طيبًا. وفي الحديث: «إِنَّ فِي الجَنَّة غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).