×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

فالذي يعصي ولا يتوب، هذا ألقى بيده إلى التهلكة، وهو داخلٌ في عموم الآية الكريمة: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ[البقرة: 195]؛ كذلك مِنْ إلقاء النفس إلى التهلكة: أن يتعاطى الإنسانُ الموادَّ الضارة؛ كأنْ يتعاطى السم، أو يتعاطى المخدرات، أو يتناول الدخان أو القات، هذه كلُّها تضر النفس، وتؤول إلى الموت، وتورث الأمراض، فهي مِنَ الإلقاء باليد إلى التهلكة.

فعلى المسلم أن يتجنب الأطعمة الضارة والأشربة الضارة، وجميع ما يضر بدنه ويقضي على صحته ويفضي إلى موته، مِنْ هذه الأمور التي نهى الله جل وعلا عنها، فمع كونِهَا معصية لله عز وجل هي خطرٌ على الإنسان، ولا يجوز للإنسان أن يجنيَ على نفسه بهذه المحرمات.

فهذه الآية عامة في كل شيء يكون فيه خطر على النفس أو على الحياة، لا يجوز للإنسان أن يغامر فيه إلا بما ذكرنا، إذا كانت مصلحتُهُ راجحة بنصر الإسلام والمسلمين.

ثم قال جل وعلا: ﴿وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [البقرة: 195]، «أحسنوا» هذا أمرٌ بالإحسان.

والإحسان هو: الإتقان، إتقان الشيء وإتمامُه على الوجه المطلوب.

الإحسان في العبادة: أن تُؤَدّيها على الوجه المطلوب خالصة لوجه الله عز وجل، أن تُؤديَ العبادة على وَفْق الشرع، بعيدة عن البدع والمحدثاتِ والخرافاتِ، بل تؤديَها على وَفْق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتُؤديَها خالصة لوجه الله، ليس فيها رياءٌ ولا سمعة ولا شركٌ. هذا هو الإخلاص في العبادة.

قال تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ [البقرة: 112]،


الشرح