صلى
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الهجرة، بعد الإسراء والمعراج. الصلاة
فُرِضت في مكة قبل الهجرة، الزكاة فرضت بعد الهجرة في السنة الثانية مِنَ الهجرة،
الصيام أيضًا فُرِضَ في السنة الثانية مِنَ الهجرة، الحج فُرِض في السنة التاسعة
أو قبلها بيسير.
ولما
فُرِضَ الحجُّ على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين، وكان البيت يطوف به
المشركون ويطوف به العراة؛ لأنهم كانوا يتعرَّون في الطواف، يطوفون عراة، ويقولون:
هذا عبادة لله عز وجل.
﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ﴾ [الأعراف: 28]، وهو التعري في الطواف، قالوا: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا
بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى
ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٢٨ قُلۡ
أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف: 28- 29]، الله لا يأمر بالفحشاء، يعني: لا
يُشَرِّعُ لعباده الفحشاء؛ فدل على أن كشفَ العورة فحشاء، هذا الذي يتساهل فيه
كثيرٌ مِنَ الناس اليوم في كشف العورات، هذا فاحشة، خصوصًا في النساء، عورات
النساء أشد فتنة، والرجال كذلك، لكن النساءَ أشدُّ، والشيطان يحرص على أن
يُعَرِّيَ النساء أكثر مما يحرص على أن يعري الرجال.
فلذلك تجد الفساق والكفار يَؤُزهم الشيطان إلى التعري، ولا يزال هذا في بني آدم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والمشركون يتقربون به إلى الله، ويقولون: هذا عبادة والله أمرنا بها، لما كان المشركون يطوفون بالبيت وهم عراة، ويقولون: لا نطوف بالثياب التي عصينا الله فيها، يأتيهم الشيطان ويقول: هذه ثياب عصيتم فيها اخلعوها، لا تطوفوا وأنتم عليكم ثيابٌ قد عصيتمُ الله فيها.