﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ﴾
[البقرة: 196]، أي: أدوا مناسكهما على وَفْق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا
يجوز أن يرفض الإحرام ويتخلصَ منه قبل أن ينهيَ المناسك. ولا يجوز أن يُدْخِل في
الحج والعمرة أشياءَ ليست مِنْ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ كالبدع والمحدثات.
قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا
فَهُوَ رَدٌّ» ([1])،
وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]).
فيجب
على المسلم أن يؤديَ العمرة والحج على الوجه الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فيما يقول وفيما يفعل. هذا معنى إتمام الحج والعمرة.
ثم
قال: ﴿لِلَّهِۚ﴾ هذا تنبيهٌ
على الإخلاص لله عز وجل، وتجنب الشرك في هذين النسكين وفي جميع أمور الدين. فالله
لا يقبل مِنَ الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه سبحانه وتعالى، ليس فيه شركٌ، ليس
فيه رياءٌ وسمعة، ليس فيه دعاءٌ لغير الله، أو توجه لغير الله، كما كانوا في
الجاهلية يُدْخِلون في التلبية الشركَ، فيقولون: «لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، إِلاَّ شَرِيكًا
هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ » ([3]).
فيقولون: «لاَ شَرِيكَ لَكَ»، هذا صحيح، هذه تلبية إبراهيم عليه السلام، لكنْ أَدْخَلُوا فيها زيادة فقالوا: «إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ». وذلك أنهم يعبدون الأولياء والصالحين ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله عز وجل. هذا معنى قولهم: «إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ»، أي: عبد مِنْ عبيدك نتوسل به إليك؛ لِيُقربنا إليك، ويشفع لنا عندك. هذا شركٌ بالله عز وجل.