×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

الله لا يرضى أنْ يشرك معه أحدٌ، لا مَلَك مقرَّب ولا نبي مرسَل، ولا صالح ولا وليٌّ، لا يرضَى أن يشرك معه أحد، قد رد الله عليهم بقوله: ﴿ضَرَبَ لَكُم مَّثَلٗا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِيهِ سَوَآءٞ تَخَافُونَهُمۡ كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ [الروم: 28]، هذا ردٌّ على قولهم: «إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ»  ([1]).

يقول: كيف تجعلون لي مِنْ عبادي شركاء وأنتم لا ترضَوْن أن يشارككم مواليكم في أموالكم، هل يرضى أحد بهذا؛ أنَّ عبدَه ومملوكَه يشاركه في مُلْكه؟! لا يرضى أحدٌ، فكيف ترضَوْن لله ما لا ترضَوْنه لأنفسكم؟!

*فهذه الآية فيها ركنا العمل، أو شرطا قَبُولِ العمل:

الشرط الأول: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله: ﴿وَأَتِمُّواْ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ [البقرة: 196]، أي: أدوهما على وَفْق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه المتابعة.

الشرط الثاني: الإخلاص؛ وذلك في قوله: ﴿لِلَّهِۚ وهذان الشرطان في كل عمل، وفي كل عبادة مِنَ الأعمال والعبادات، فإن الله لا يقبل العبادة أو العمل إلا بهذين الشرطين: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، والإخلاص لله عز وجل.

وهذا معنى: «شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله». «شهادة أن لا إله إلا الله» تقتضي الإخلاص ونفي الشرك. و«شهادة أن محمدًا رسول الله» تقتضي المتابعة ونفي البدعة. فهذان الشرطان في


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1185).