×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

على قولين لأهل العلم:

الصحيح: أنه يعتبر مِنَ الإحصار، إذا حصره المرض ولم يتمكن، أو جرى له حادثُ سير ولم يتمكن فإنه يحلق رأسه ويذبح الهدي ويتحلل، وليس عليه شيءٌ؛ لأنه معذور، ﴿فَإِنۡ أُحۡصِرۡتُمۡ [البقرة: 196]، يعني: مُنِعْتم مِنَ المضي ﴿فَمَا ٱسۡتَيۡسَرَ مِنَ ٱلۡهَدۡيِۖ [البقرة: 196] هذه مسألة.

المسألة الثانية: قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ [البقرة: 196]، المُحْرِم إذا أحرم؛ فإنه يتجنب أشياءَ كانت مباحة له قبل الإحرام، يتجنب الطيب، يتجنب حلق الشعر مِنْ رأسه أو مِنْ بدنه، يتجنب تقليم الأظافر، يتجنب زوجته، يتجنب الجماع ودواعيه، يتجنب محذورات الإحرام للذكر، فلا يغطي رأسه، يتجنب الصيد وهو محرم، ﴿لَا تَقۡتُلُواْ ٱلصَّيۡدَ وَأَنتُمۡ حُرُمٞۚ [المائدة: 95]، فيتجنب المحظورات.

أخبر العلماء أنها تسعة محذورات يتجنبها حالة الإحرام، منها: إزالة الشعر:

فالمحرم لا يزيل شيئًا مِنْ شعوره لا بحلق ولا بقص ولا بنتف ولا باستعمال المزيل، سواءٌ كان الشعر مِنْ رأسه، أو مِنْ سائر بدنه؛ ما دام محرمًا. وكذلك لا يقص أظافره، ولا يتطيب وهو محرم. فهذا معنى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ [البقرة: 196] المحرم يتجنب إزالة الشعر وهو محرم حتى يتحلل مِنْ إحرامه؛ لأنه في عبادة، ما هو في رفاهية وتنعم، وإنما هو في عبادة، فيبقى عليه أثر العبادة حتى يحلَّ مِنْ إحرامه. ﴿وَلَا تَحۡلِقُواْ رُءُوسَكُمۡ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ ٱلۡهَدۡيُ مَحِلَّهُۥۚ [البقرة: 196]، فهذا فيه محذورٌ مِنْ محذورات الإحرام وهو: إزالة الشعر، وألحق به العلماء قص الأظافر، وألحقوا به الطيبَ؛ لأنه مثلُهُ في الرفاهية، فيتجنب هذه الأشياء.


الشرح