بعد
أن تحرم يجب عليك أن تتجنب محظوراتٍ، وهي على قسمين:
محظورات
تُحَرم بالإحرام فقط: مثلُ قص الشَّعَر، والطيب والنساء،
وتغطية الرأس للذَّكر، ولُبْس المخيط للذَّكر. هذه محظورات بسبب الإحرام، كانت
مباحة قبل الإحرام فلما أحرم حرمت عليه حتى ينتهي من المناسك. هذا القسمُ الأول:
محظورات بسبب الإحرام، كانت مباحة له قبل الإحرام، فامتنع عليه فعلُهَا وقت
الإحرام، فإذا أنهى مناسكه حلَّتْ له هذه الأشياء، عادت حلالاً له كما كانت.
القسم
الثاني: محرماتٌ دائمًا على المحرم وعلى غيره، لكن
المحرم يتأكد في حقه أن يتجنبَها. وذلك سائرُ المعاصي، المعاصي حرامٌ دائمًا أو
مكروهة دائمًا، ولكن المُحْرِم يتأكد في حقه تحريمها أو كراهتها؛ لأنه في عبادة
وينبغي أن يشتغل بطاعة الله ويتجنب المعاصي.
﴿فَلَا رَفَثَ﴾ الرفث قالوا: هو الجماع ودواعيه. فهذا مِنْ محظورات الإحرام التي تُحَرّم على المُحرم بالإحرام وقد كانتْ حلالاً له قبل الإحرام، قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ﴾ [البقرة: 187]. يباح للرجل مِنِ امرأته أن يتمتع بها بحدود ما أحل الله، لكن إذا أحرم فلا يجوز أن يقربَ زوجته؛ لأن هذا هو الرفث ﴿فَلَا رَفَثَ﴾ [البقرة: 197] فالرفث هو: الجماع وأسباب الجماع مِنْ كلام، فلا يتكلم في الجماع وهو مُحْرِم، ولا يذكر الجماع أو يذكر النساء، لا يذكر النساء على وجه الاستمتاع والمغازلة، الكلام في المرأة الجميل، وكذا يسمونه المغازلة. يتجنب هذا. فالرفث هو: الجماعُ ودواعيه.