×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

لا يشرب الدُّخَان وهو محرِم، وإن كان الدُّخَانُ حرامًا عليه في كلِّ وقت، لكنْ في الإحرامِ أشدّ.

وكذلك لا يترك الصَّلاة، وإن كانت الصَّلاة لازمة له في كلِّ وقت، ولكنْ في الإحرام أشدّ، فلا يترك الصَّلاة ولا يؤخِّرها عن وقتها.

ولا يستمع إلى الأغاني وهو محرِم.

ولا ينظر إلى النِّساء نَظَرَ شهوة وهو محرِم. هذا مِنَ الفسوق. الفسوق هو: كُلُّ ما حرَّم اللهُ سبحانه وتعالى.

ولا يشتغل بالغيبة والنَّميمة وهو محرِم. هذا حرامٌ دائمًا ولكنَّ المحرِمَ أشدُّ، فلا يستمع إلى الأغاني، ولا ينظر إلى القنوات الفضائيَّة الماجنة التي فيها إباحيَّة وفيها شرٌّ وهو مُحرِم، وإن كان هذا حرامًا عليه دائمًا، ولكن في حال الإحرام أشدّ؛ لأنَّه مطلوب منه أن يشتغلَ بطاعة الله عز وجل ولا ينشغل بالمعاصي. فيتجنَّب جميع المعاصي القوليَّة والفعليَّة وحتى القلبيَّة؛ كالتَّفكير المحرَّم، فلا يُفَكِّر في الأشياءِ المحرَّمة.

عليه أن يشتغل بذكر الله وبطاعة الله ظاهرًا وباطنًا؛ لأنَّه في عبادة وفي حالة إحرامٍ، فأيُّ معصية تحصل منه وهو محرِم فإنَّها تنقص من إحرامه، وقد لا يبقى له أجرٌ ولا يبقى له ثوابٌ إذا كَثُرَتِ المعاصي، فقد لا يبقى له أجرٌ؛ فيتعب بدون فائدة.

فعليه أن يحافظَ على إحرامه فلا يفسده أو يخلُّ به بالمعاصي والسَّيِّئات. عليه أن يشتغلَ بالتَّوبة. عليه أن يشتغلَ بالاستغفار. عليه أن يشتغل بالدُّعاء. عليه أن يشتغل بالتَّلبية ويُكثر مِنَ التَّلبية. عليه أن يكثرَ مِنْ تلاوة القرآن، فيشغل لسانه وبدنه وقلبه بطاعة الله سبحانه وتعالى. هذا الذي يتناسب مع المُحرِم.


الشرح