×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 فإذا دعاه الكافر فإنه يعجل له الإجابة في الدنيا ولا يضيع الله دعاءه، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ [البقرة: 202].

والصنف الثاني: أهل الإيمان لهم نصيبٌ مما كسبوا؛ أن الله يعطيهم خيريِ الدنيا والآخرة، فأي الفريقين أحسن؟ الذي أُعطِي الدنيا فقط، أم الذي أُعطِي الدنيا والآخرة ؟ الذي أُعطِي الدنيا والآخرة هذا هو الرابح، وأما الذي أُعطِي الدنيا فهذا سيخسرها قريبًا ويخسر الآخرة، ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ[الحج: 11].

فهذا مما يُؤَكد على المسلم: أن يخلص أعماله لله، وأن يجعل أعماله للآخرة؛ طمعًا في ثواب الله عز وجل، يعلق قلبه بالآخرة، ﴿وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا [الإسراء: 19].

أما الذي لا يطلب إلا الدنيا، فهذا يطلب الدنيا بعمل الآخرة، فهذا قال الله عز وجل فيه: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ ٧ أُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ[يونس: 7، 8]. ويقول عز وجل: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [هود: 15، 16].

فالواجب على المسلم: أن يخلص أعماله لله عز وجل، لا نقول: إنه لا يسأل الله الدنيا. يسألُ الله مِنْ خيريِ الدنيا والآخرة، لكن لا يقتصر على الدنيا، يطلب مِنَ الله أن يرزقَهُ في الدنيا وأن ييسر أموره، وأن يسهل عليه طرق الخير والمنافع في الدنيا، وأن يرزقَهُ رزقًا حسنًا، لا بأس بذلك.


الشرح