الذي
يكون على الرأس في القتال. فالغَفْر معناه: الستر، أي: اطلبوا مِنَ الله أن يستر
خطاياكم وأنْ يمحوَها عنكم. هذا هو الاستغفار: طلب المغفرة، أي: طلب سَتْر الذنوب
ومحوها وإزالتها.
الله
عز وجل يغفر الذنوب، كما قال عز وجل: ﴿وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾
[آل عمران: 135]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارٗا﴾ [نوح: 10].
وكثيرًا
ما يرد الأمر بالاستغفار، وخصوصًا بعد الفراغ مِنَ العبادات:
فالله
عز وجل شرع الاستغفار بعد الصلاة المفروضة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ﴾
[النساء: 103]، والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سَلَّم مِنَ الفريضة يقول وهو
مستقبل القبلة: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ»
ثلاث مرات ([1])،
والله عز وجل يقول: ﴿وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ
بِٱلۡأَسۡحَارِ﴾ [آل عمران: 17].
فالاستغفار
تُختم به الصلواتُ الخمسُ ويختم به قيامُ الليل، يقومون بالليل ﴿كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ
ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الذاريات: 17، 18]، فيختم به قيامُ الليل ويختم به
الحج؛ ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ
مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ﴾
[البقرة: 199] فتختم به العباداتُ، وتختم به المجالس. فإذا قام مِنْ مجلس
يستغفر الله مما كان في هذا المجلس. فالاستغفار مطلوبٌ بعد العبادات، لماذا؟
لأن الإنسان محل التقصير، فلا يزكِّ نفسه ولا يقل: صليت على الوجه المطلوب، أديت الصلاة على الوجه المطلوب. فهو يستغفر الله مِنْ نقص يحصل في صلاته، ويستغفر الله مِنْ نقص يحصل في قيامه مِنَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (591).