وذكر
الحج، كل أركان الإسلام مذكورة في سورة البقرة - ذكر انقسام الناس نحو هذه
الأركان، أنهم ينقسمون إلى مؤمنٍ ومنافق.
المنافق
هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر، يظهر الخير ويبطن الشر، هذا هو المنافق.
والمؤمن هو الذي ظاهره وباطنه سواء، مؤمن ظاهرًا وباطنًا، مؤمن بقوله وفعله
واعتقاده، ظاهرًا وباطنًا.
بدأ
بالصنف الأول وهم: المنافقون الذين أظهروا الإسلام وأظهروا الدين
وهم يبطنون الكفر بالله عز وجل والنفاق، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا﴾ [البقرة: 204]، يظهر الطاعة والعبادة ويَشْهَدُ أن لا
إلهَ إلا اللهُ وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه في قلبه لا يؤمن
بذلك، بل يكفر. هذا هو المنافق، والعياذ بالله، ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا﴾، حينما تسمعه يعجبك لسانُه؛ يذكر الله ويدعو الله ويشهد
أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن ليس في قلبه
إيمان.
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ﴾،
كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا
رَأَيۡتَهُمۡ تُعۡجِبُكَ أَجۡسَامُهُمۡۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسۡمَعۡ لِقَوۡلِهِمۡۖ﴾ [المنافقون: 4]، ويقول سبحانه: ﴿إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشۡهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ
ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَٱللَّهُ يَشۡهَدُ إِنَّ
ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَ ١ ٱتَّخَذُوٓاْ
أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا
كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [المنافقون:
1، 2]، أي: اتخذوا الدين سترة يتسترون بها وليس في قلبهم دينٌ ولا إيمان.
﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا يَفۡقَهُونَ﴾ [المنافقون: 2- 3]، هذه صفة المنافقين، يتظاهرون بالخير والأعمال الصالحة والتسبيح