×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 تقبلون بعض الإسلام وتتركون البعض الآخر.

فبعض الناس عنده أن الحج هو كل شيء، وأنه إذا حج ما عليه ما يفعل، أو ما فعل مِنْ قبل، الحج لا يكفِّر الكبائر، الحج لا يكفِّر الشرك، لا يكفِّر ترك الصلاة، لا يكفِّر الكبائر وإنما التكفير للصغائر فقط؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»  ([1]).

والله جل وعلا يقول: ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا [النساء: 31]، فتكفير السيئات مشروطٌ باجتناب الكبائر، الذي لا يصلي ما اجتنب الكبائر، الذي يدعو غير الله، يذبح لغير الله، يستغيث بغير الله. هذا فعل أكبر الكبائر وهو الشرك.

فالواجب على المسلم أن يتقي الله في جميع أمور دينه، وأن يحافظ عليها. والحج إنما هو ركن مِنْ أركان الإسلام، ركن واحد مكمِّل للأركان الخمسة، فعلى المسلم أن يتقي الله في دينه، في جميع دينه، ويحافظ عليه إلى الممات، ولا يعتمد على أنه حج وكُفِّرت عنه ذنوبه، عليه أن يحافظ على دينه.

ولهذا قال ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ [البقرة: 203]، اتقوا الله في جميع أحوالكم، اتقوه، أي: اتقوا غضبه وعقابه وسخطه، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والمحافظة على طاعته. فهذه تقوى الله سبحانه وتعالى، وأعظم ذلك أركانُ الإسلام الخمسة، يحافظ الإنسان عليها.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (233).