عن
الشرك، حتى أنزل الله عليه قوله: ﴿وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ
أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ
بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [هود:
36].
فحينئذٍ
دعا عليهم فقال: ﴿وَقَالَ نُوحٞ رَّبِّ لَا تَذَرۡ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ
دَيَّارًا ٢٦ إِنَّكَ إِن تَذَرۡهُمۡ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوٓاْ إِلَّا
فَاجِرٗا كَفَّارٗا﴾ [نوح: 26،
27].
فاستجاب
الله دعوته وأرسل عليهم الطوفان - وهو الماء - فالسماء أمطرت عليهم بماء منهمر.
والأرض نبعت عيونًا. حتى التَّنَّور الذي كان يوقد بالنار صار يفور بالماء!!
فالأرض
من تحتهم تنبع بالماء، والسماء من فوقهم تهطل بالمطر، التقى الماء ماء السماء وماء
الأرض، ﴿فَٱلۡتَقَى
ٱلۡمَآءُ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ قَدۡ قُدِرَ﴾
[القمر: 12] حتى علا رءوس الجبال، حتى أغرقهم الله عن آخرهم. ولم يَنْجُ إلا نوح
عليه السلام ومَن معه في السفينة، وأهلكهم الله سبحانه وتعالى.
هذه
قصة حدوث الشرك في الأرض، ﴿كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ﴾ [البقرة: 213]، بداية بنوح عليه السلام.
ثم
جاء قوم إبراهيم عليه السلام، فصوروا أو نحتوا التماثيل، وصاروا يعبدونها من دون
الله عز وجل، يصنعونها بأيديهم ثم يعبدونها! هذا من العجب ومن الانتكاس والعياذ
بالله، ومن ذَهاب العقول، فهم يصنعونها بأيديهم ثم يعبدونها ويتخذونها آلهة!
أتعبدون ما تنحتون؟! سبحان الله!
أين
العقول؟! ﴿قَالَ
أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ ٩٥ وَٱللَّهُ
خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾
[الصافات: 95-96].
ثم إنه عليه السلام في وقت ذَهابهم لعيدهم، ذهب للأصنام فكسرها بيده عليه السلام، فحينئذٍ ثارت ثورتهم واشتد غيظهم عليه، فأوقدوا له نارًا عظيمة، وأرادوا أن يحرقوه فيها.