﴿قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓاْ
ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ﴾
[الأنبياء: 68]، فجمعوا حطبًا عظيمًا وأوقدوا نارًا عظيمة، ولم يستطيعوا أن
يقربوها لشدة حرِّها، فجاءوا بالمنجنيق - وهي آلة قاذفة - ووضعوا فيها إبراهيم
عليه السلام ثم قذفوه في النار.
فالله
جل وعلا قال: ﴿قُلۡنَا
يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾
[الأنبياء: 69]. فلم تضره شيئًا.
وهاجر
من أرضهم، وهاجر إلى أرض الشام، ذهب ببعض عائلته إلى مكة المكرمة.
هذه
قصة إبراهيم عليه السلام، دعا إلى عبادة التوحيد، وتَرْك عبادة التماثيل من دون
الله عز وجل، وكانت العاقبة له، والنجاة له ولمن اتبعه، والهلاك لمن خالفه.
فبقي
الناس - خصوصًا في أرض الحجاز - على دين إبراهيم عليه السلام، ودين إسماعيل عليه
السلام، وهو التوحيد، بَقُوا على التوحيد في أرض الحجاز وفي أرض الشام، إلى أن جاء
ملك يقال له عمرو بن لُحَي الخزاعي، مَلِك الحجاز، وكان متعبدًا ناسكًا، ولكنه ذهب
إلى الشام للعلاج، فوجدهم يعبدون الأصنام. فدخل في قلبه حبُّ الأصنام، واعتنق مذهب
الشرك، ورجع إلى قومه ودعاهم إلى الشرك، وجَلَب لهم الأصنام من أرض الشام،
وأَمَرهم بعبادتها.
فحَدَث
الشرك في أرض الحجاز وفي أرض الحَرَم بسبب هذا الطاغية الطاغوت، عمرو بن لُحَي
الخزاعي.
ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف؛ لما أَراه الله النار رأى عمرو بن لُحَي الخزاعي يجرُّ قُصْبه في النار، أي: أمعاءه، والعياذ