فلنحذر
من هؤلاء؛ ولهذا قال جل وعلا: ﴿فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَا ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ
ٱلۡحَقِّ بِإِذۡنِهِۦۗ﴾
[البقرة: 213]، وهم هذه الأمة، هداهم الله لما اختلفوا فيه، لِما اختلف فيه
اليهود والنصارى.
فاليهود
والنصارى اختلفوا في يوم الجمعة، الله جل وعلا فَرَض على
الأمم يومًا من الأسبوع يتفرغون فيه للعبادة والصلاة.
فاليهود
اختاروا يوم السبت، يقولون: لأن الله استراح فيه؛ لأن
يوم السبت انتهى فيه من الخلق، الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، أولها يوم
الأحد، وآخرها يوم الجمعة، أي: يوم الجمعة تكامل الخلق، يوم السبت ما فيه خلق.
اختاره اليهود يزعمون أن الله استراح فيه، يعني: كأنَّ الله تعب من الخلق فاستراح
يوم الخلق.
ولهذا
قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ
وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ﴾
[ق: 38]، واللُّغوب هو التعب.
هذا
رَدٌّ على مَن؟ على اليهود الذين يقولون: إن الله تعب واستراح يوم السبت. فهم
اختاروا يوم السبت لهذا الزعم الفاسد، والعياذ بالله.
والنصارى
اختاروا يوم الأحد؛ لأنه أول يوم بدأ فيه الخلق،
فاختاروا يوم الأحد لعبادتهم.
ثم جاء الله بهذه الأمة واختار لها يوم الجمعة، الذي هو اليوم المناسب، أفضل الأيام وسيد الأيام؛ لأنه اجتمع فيه الخلق، ولأنه فيه خُلِق آدم عليه السلام، وفيه أُخْرِج من الجنة، وفيه تقوم الساعة، في يوم الجمعة. فهو اليوم العظيم الذي تَحْدُث فيه الأحداث العظيمة، فاختار الله لهذه الأمة هذا اليوم العظيم الذي هو يوم الجمعة.