اليتامى، اليتامى هم أضعف
المحتاجين، وهم الذين مات آباؤهم وهم صغار، فأصبحوا لا كاسب لهم، فهم بحاجة إلى
الإحسان إليهم والإنفاق عليهم. ثم بعدهم المساكين، وهم الفقراء الذين أسكنتهم
الحاجة من المسلمين.
هذه
مواضع النفقات على هذا الترتيب: على الوالدين، على
الأقربين، على اليتامى، على المساكين. فأنت تضع نفقتك في هؤلاء.
﴿وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۗ﴾
[البقرة: 215] هو المسافر الذي نَفِدت نفقته أو ضاعت نفقته، مسافر نَفِد ما معه من
النفقة، ولم يَبْقَ معه ما يُبلِّغه في سفره ويَرُده إلى أهله. أو معه نفقة ولكنها
ضاعت أو سرقت، فبقي بلا نفقة، وهو ليس في بلده، غريب.
فهذا
يُعْطَى ما يكفيه في سفره ويَرُده إلى بلده.
هذا
من مصارف الصدقة الواجبة والتطوع.
ولو
كان غنيًّا في بلده، لكنه الآن فقير في الطريق، وليس عنده شيء من المال وبلده
بعيد؛ فهذا يُعْطَى من الصدقة الواجبة أو المستحبة، يُعْطَى من الزكاة.
ثم لما فَصَّل أَجْمَل، لما فَصَّل سبحانه هذه المصارف، أَجْمَل بعد تفصيل، أيُّ خير تعمله من المال، أو من الجاه، أو من العلم، أو من المناصحة، أو من تعليم العلم النافع، أو من الأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر، أو الدعوة إلى الله - أيّ خير تعمله، ماليًّا كان أو غير مالي، فإن الله به عليم، لا يخفى عليه سبحانه وتعالى، فهو يعلمه ويحفظه لك وينميه لك، ولو كان قليلاً، ربما أنك تنساه ولكن الله جل وعلا لا ينساه ولا يضيعه، ﴿وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ﴾ [ البقرة: 215]،