×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 التمرة فشقتها بينهما ولم تأكل شيئًا! فأَعْجَبَ ذلك عائشة رضي الله عنها، فذكرته للرسول صلى الله عليه وسلم، فقال عليه السلام: «إِنَّ الله قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ»  ([1])، تمرة واحدة أوجب الله لها بها الجنة.

فالنفقة إن كانت قليلة وخالصة لوجه الله عز وجل، فإنها كثيرة عند الله. فكيف إذا كانت النفقة كثيرة وخالصة لوجه الله؟! فإن الأجر يكون أعظم.

وهنا لم يحدِّد، قال: ﴿قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ [البقرة: 215]، قليلاً كان أو كثيرًا.

لمن يكون؟

﴿فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ [البقرة: 215]: يعني تبدأ بأقرب الناس إليك، وأَوْلى الناس بإحسانك الوالدان أبوك وأمك، جدك وجدتك، أولى الناس أن تحسن إليهم الوالدان، وهذا من البر بالوالدين.

﴿وَٱلۡأَقۡرَبِينَ [البقرة: 215]: بعد الوالدين الأقارب، من البنين والبنات، والإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وبني الأعمام... إلى آخره.

أقاربك أَوْلى بالنفقة من الأجانب، إذا كانوا محتاجين فهم أَوْلى بإحسانك ونفقتك. جاء في الحديث أن الصدقة على القريب المحتاج صدقتان: صدقة وصلة. فيها أجر الصدقة وفيها أجر صلة الرحم، فهي أفضل من الصدقة على الأجنبي.

فعلى الإنسان أن يبدأ بوالديه، ثم بأقاربه الأقرب فالأقرب منهم.

﴿فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ [البقرة: 215] ثم ضعاف الناس الأجانب، وهم


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2630).