الذي
ينفقونه من أموالهم؟ وأين يضعون هذا الإنفاق؟ ومَن هو الذي يُصرف له الإنفاق. فهم
يَسألون عن الأمرين:
مقدار
ما ينفقون، أموالهم كلها؟ ماذا ينفقون؟ ينفقون أموالهم كلها أو أكثرها أو نصفها أو
ماذا؟
ومَن
الذي يعطونه من الناس؟ يَسألون عن هذا، يسألونك - أيها الرسول - ماذا ينفقون؟
قال
الله جل وعلا مجيبًا عن سؤالهم: ﴿قُلۡ مَآ أَنفَقۡتُم مِّنۡ خَيۡرٖ فَلِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱبۡنِ
ٱلسَّبِيلِۗ﴾ [البقرة: 215].
﴿مِّنۡ خَيۡرٖ﴾ يعني: من مال. ولم يُحَدِّد، كلٌّ ينفق، ما تيسر قليلاً
كان أو كثيرًا أو متوسطًا، أيّ نفقة ولو كانت قليلة؛ فإن الله جل وعلا يقبلها إذا
كانت خالصة.
النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» ([1])،
نصف تمرة.
والنفقة
اليسيرة إذا كانت خالصة لله، فإن الله يتقبلها وينمِّيها، ينمِّيها سبحانه وتعالى
لصاحبها حتى تكون مقدارًا كبيرًا عند الله جل وعلا، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 40].
فلا
يحتقر الإنسان الصدقة، وإن قَلَّتْ، ولكن عليه أن يخلص النية لله عز وجل.
وقد جاءت امرأة ومعها ابنتاها إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، امرأة فقيرة معها ابنتاها، تسأل، فأعطتها عائشة رضي الله عنها ثلاث تمرات، فأعطت كل بنت تمرة، ورفعت الثالثة إلى فيها لتأكلها، فطلبت البنتان هذه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1417)، ومسلم رقم (1016).