×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٩٥ دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا [النساء: 95، 96].

﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ [البقرة: 216]: هذا عامٌّ في الجهاد وغيره، يمكن أن يكره الإنسان شيئًا، يكره قيام الليل، يَكره صيام النهار، يكره الإنفاق، يشق على نفسه؛ لكن العاقبة حميدة، ولا شيء يحصل بدون تعب، وبدون مشقة، لا بد.

فالعاقل ينظر في العاقبة، ولا ينظر في التعب الحاضر أو اللذة الحاضرة، وإنما ينظر إلى العواقب.

          وأحزم الناس من لو مات من ظمأ           لا يقرب الورد حتى يعرف الصدرا

ينظر إلى العواقب، لا ينظر إلى الحاضر فقط، هذا هو العاقل.

أما غير العاقل فهو ينظر إلى العاجل، ولا ينظر إلى العواقب.

﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ [لبقرة: 216]، هذا من العجب، أن الإنسان يكره شيئًا وهو خير له.

﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ [لبقرة: 216]، هذا على العكس، تحبون الجلوس وعدم القتال وعدم الخروج في سبيل الله، ولكن العاقبة شر.

يحب إمساك المال ولا ينفقه، ولكن العاقبة شر.

يحب النوم، ولا يقوم لصلاة الليل ولا يتهجد، يفوت عليه كثير من الخير. أو إن نام عن الفريضة فعاقبته النار والعياذ بالله. هو نام وتلذذ بالنوم، نام عن صلاة الفجر، لكن أمامه نار جهنم، نام لحظة وتلذذ


الشرح