لحظة،
ولكن سيشقى دائمًا وأبدًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
﴿لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ﴾
[التوبة: 81] المنافقون في غزة تبوك قالوا: ﴿لَا تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ﴾
غزوة تبوك جاءت في الصيف في شدة الحر، والمسافة بعيدة بين تبوك وبين المدينة،
فقالوا: ﴿لَا
تَنفِرُواْ فِي ٱلۡحَرِّۗ﴾.
فماذا
قال الله؟ قال: ﴿قُلۡ
نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ﴾
[التوبة: 81].
فالمسلمون
صبروا وخرجوا مع الرسول، صبروا على الحر والشمس والسفر، فصارت لهم العاقبة
الحميدة.
المنافقون
جلسوا في الظل، وعند النخيل والثمار وعند المياه، جلسوا، لكن لهم النار والعياذ
بالله، ﴿قُلۡ
نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ﴾
[التوبة: 81].
فالنظر
للعواقب لا للحالة الحاضرة محبة أو كراهية، ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 216] يعلم المستقبل والعواقب؛ ولذلك شَرَع لكم
الجهاد، وأَمَركم بالجهاد، وإن كان شاقًّا عليكم، لكنه يعلم أن عاقبته خير لكم.
﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾
[البقرة: 216] الله فَرَض عليكم الفرائض، وأوجب عليكم الجهاد، وإن كان في هذا مشقة
عليكم في الحال والحاضر، لكن الله يعلم أن عاقبة هذه الأعمال أنها خير لكم.
أما أنتم فلا تعلمون العواقب؛ لهذا تُؤْثرون العاجلة على الآخرة ﴿كَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ ٢٠ وَتَذَرُونَ ٱلۡأٓخِرَةَ﴾ [القيامة: 20، 21]، ﴿بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ١٦ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ﴾ [الأعلى: 16، 17].