×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ويهددونهم. ولكن المؤمنين يصبرون ولا يتزحزحون، ﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ[آل عمران: 173]، «حسبنا الله»: أي كافينا، «ونِعْم الوكيل»: اعتمدوا على الله سبحانه وتعالى وصبروا وثبتوا.

﴿وَزُلۡزِلُواْ [البقرة: 214] أي: خافوا خوفًا شديدًا من أعدائهم، كما قال تعالى في وصف ما حصل للمؤمنين في غزوة الخندق، غزوة الأحزاب: ﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ١٠ هُنَالِكَ ٱبۡتُلِيَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا [الأحزاب: 10، 11].

ولكن هذا لم يُضعف إيمانهم ولم يقلل من ثقتهم بالله عز وجل، ولم يزحزحهم عن مواقفهم الثابتة أبدًا.

﴿وَزُلۡزِلُواْ  أي خَوَّفهم أعداؤهم كما هو واقع في زماننا هذا، ودائمًا وأبدًا.

الكفار يهددون المسلمين، يهددونهم بالحروب، يهددونهم بالانتقام، يهددونهم بالمقاطعة في الاقتصاد والأموال.

ولكن يجب على المسلمين ألا يلتفتوا لتهديد الكفار، ولا يتنازلوا عن شيء من دينهم لأجل إرضاء الكفار؛ لأن الكفار حينما يهددون المسلمين يريدون منهم أن يتنازلوا عن دينهم، أو عن شيء من دينهم.

فيجب على المسلمين الثبات، والاطمئنان، والثقة بالله عز وجل.

فإذا كان هذا موقفهم، فإن الله جل وعلا يكفيهم شر عدوهم.

أما إذا خافوا من الكفار، إذا خافوا منهم وأعطَوهم ما يريدون وأطاعوهم؛ فإن الله جل وعلا يتخلى عنهم، ويسلط عليهم عدوهم.


الشرح