×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ كَٰفِرِينَ ١٠٠ وَكَيۡفَ تَكۡفُرُونَ وَأَنتُمۡ تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ وَفِيكُمۡ رَسُولُهُۥۗ وَمَن يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [آل عمران: 100، 101].

فلابد أن المؤمنين يصابون بالمصائب والمخاوف من الأمراض والجوع.

﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ [البقرة: 155-157].

﴿حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ [البقرة: 214]، أيّ رسول من الرسل؟ السابقين واللاحقين، جميع الرسل، انظر، الرسول معهم، يصاب بما أصيبوا به من البأساء والضراء والزلزلة، يصاب الرسول بما يصاب به أتباعه، بل هو أَوْلى مَن يصاب.

﴿حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ [البقرة: 214] يعني: يشتد الأمر على الرسل وأتباعهم إلى أن يقولوا: متى نصر الله؟

﴿مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ: هم يوقنون بنصر الله، ولكن يسألون: متى يأتي نصر الله؟ ضاق عليهم الأمر، واشتد بهم الكرب، واحتاجوا إلى نصر الله عز وجل، وتطلعوا إليه؛ لأن النصر مع الكرب كما جاء في الحديث: «وأنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، والنَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ»  ([1]).الله جل وعلا يقول: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا[الشرح: 5، 6]، فإذا اشتد الأمر فإن الفرج قريب.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (2803)، والحاكم رقم (6304)، والطبراني في الكبير رقم (11243).