×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

هذا واحد: صَدٌّ عن سبيل الله.

﴿وَكُفۡرُۢ بِهِۦ [البقرة: 217]، أي: بالله عز وجل، عندكم الكفر. والمسلمون عندهم التوحيد والإيمان، لكنهم أخطئوا هذا الخطأ، فما نسبة خطأ واحد دون الشرك ودون الكفر؟! لا شك أن الكفر أشد منه وأكبر.

قيل: الضمير يرجع إلى الله، كُفْر بالله.

وقيل: الضمير يرجع إلى الشهر الحرام، فأنتم كفار يقع منكم الكفر في الشهر الحرام الذي هو أكبر الذنوب.

فكيف تعيبون على المسلمين ذنبًا دون الشرك ودون الكفر.

﴿وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ [البقرة: 217]، معطوف على المجرور. والمسجد الحرام الذي هو الكعبة المشرفة وما حولها.

﴿وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ [البقرة: 217]: أنتم أخرجتم المسلمين من مكة ومن الحرم، واضطررتموهم إلى الهجرة إلى المدينة، مع أن المسجد الحرام خاص بالمؤمنين، هم أهل المسجد الحرام. وأما الكفار فليسوا أهلاً للمسجد الحرام، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ [الأنفال: 34].

فالمسجد الحرام يتولاه المؤمنون وهم أهله. أما الكفار فهم ليسوا أهلاً للمسجد الحرام، وليسوا أولياء للمسجد الحرام، بل لا يجوز أن يُمكَّنوا من القرب منه، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ[التوبة: 28].

هم بالعكس، أخرجوا أهله منه، وهم ليسوا أهلاً له، أليس هذا جريمة كبيرة، هذه أشد من القتال الذي حصل في شهر رجب.


الشرح