هذا
واحد: صَدٌّ عن سبيل الله.
﴿وَكُفۡرُۢ بِهِۦ﴾
[البقرة: 217]، أي: بالله عز وجل، عندكم الكفر. والمسلمون عندهم التوحيد والإيمان،
لكنهم أخطئوا هذا الخطأ، فما نسبة خطأ واحد دون الشرك ودون الكفر؟! لا شك أن الكفر
أشد منه وأكبر.
قيل:
الضمير يرجع إلى الله، كُفْر بالله.
وقيل:
الضمير يرجع إلى الشهر الحرام، فأنتم كفار يقع منكم الكفر في الشهر الحرام الذي هو
أكبر الذنوب.
فكيف
تعيبون على المسلمين ذنبًا دون الشرك ودون الكفر.
﴿وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ﴾
[البقرة: 217]، معطوف على المجرور. والمسجد الحرام الذي هو الكعبة المشرفة وما
حولها.
﴿وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 217]: أنتم أخرجتم المسلمين من مكة ومن الحرم،
واضطررتموهم إلى الهجرة إلى المدينة، مع أن المسجد الحرام خاص بالمؤمنين، هم أهل
المسجد الحرام. وأما الكفار فليسوا أهلاً للمسجد الحرام، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانُوٓاْ
أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ﴾ [الأنفال: 34].
فالمسجد
الحرام يتولاه المؤمنون وهم أهله. أما الكفار فهم ليسوا أهلاً للمسجد الحرام،
وليسوا أولياء للمسجد الحرام، بل لا يجوز أن يُمكَّنوا من القرب منه، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ
ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ﴾ [التوبة:
28].
هم بالعكس، أخرجوا أهله منه، وهم ليسوا أهلاً له، أليس هذا جريمة كبيرة، هذه أشد من القتال الذي حصل في شهر رجب.