×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ [البقرة: 217] أي: أكبر عند الله مما حصل من المسلمين من الخطأ، من القتل في شهر رجب.

فكيف تعيبون على المسلمين خطأ واحدًا، وعندكم أخطاء كثيرة كبيرة شديدة، فيها كفر بالله، وفيها اعتداء على عباد الله، وفيها صد عن سبيل الله!! كل هذه الجرائم عندكم أيها المشركون، ولما وقع من بعض المسلمين خطأ غير متعمد، فرحتم به وصِرتم تعيِّرون المسلمين به.

ثم قال جل وعلا: ﴿وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ [البقرة: 217] الفتنة وهي الصد عن الدخول في الإسلام أو محاولة إخراج المسلمين من دينهم بالردة عن دين الله؛ لأن المشركين كانوا يحاولون أن يترك المسلمون دينهم، ويرتدوا عنه. هذه فتنة واختبار، يختبرون المؤمن، ويشددون على المؤمن الاختبار والفتنة والمضايقة؛ لأجل أن يرجع عن دينه.

هذا أكبر من القتل الذي حصل من المسلمين في شهر رجب، فتنتكم لعباد الله، وإيذاء عباد الله ومضايقتهم، ومحاولة إخراجهم عن دينهم، ومحاولة منعهم من الدخول في الإسلام - هذا أكبر من القتل الذي اتخذتموه وسيلة للنيل من المسلمين.

فالله جل وعلا رد عليهم بهذا الرد المفحم الذي أسكتهم، كيف تنكرون على المسلمين ذنبًا واحدًا وقع من بعضهم، وأنتم عندكم ذنوب كبائر أكبر من القتل الذي تعيرون به المسلمين؟!

فهذا فيه الرد على الكفار وعلى المنافقين، وعلى أهل الشُّبَه، فيجب على المسلمين أن يردوا عليهم؛ لئلا تروج شبهاتهم على ضعاف الإيمان وعلى الجهال فيظنوها حقًّا.


الشرح