×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وهذا عامٌّ في كل زمان، أنه يجب على علماء المسلمين أن يتصدَّوا للرد على شبهات المغرضين من الكفار والمنافقين وأهل الضلال، وأن يُعَرُّوا خطاياهم حتى يفتضحوا وحتى يسكتوا عن النيل من المسلمين.

كما قال سبحانه: ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ [المائدة: 60].

لما تكلم النصارى في المسلمين واستهزءوا بالأذان، ﴿وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ [المائدة: 58]، ردَّ الله عليهم بهذا الرد المفحم، ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ [المائدة: 60]، ﴿مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وهم النصارى، ﴿وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وهم اليهود، ﴿وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ بأن مسخهم الله قردة وخنازير كما حصل لأصحاب السبت، ﴿وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ أي: عبدة الأصنام، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ.

وعندهم أيضًا النفاق، ﴿وَإِذَا جَآءُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِٱلۡكُفۡرِ وَهُمۡ قَدۡ خَرَجُواْ بِهِۦۚ [المائدة: 61]، ﴿يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ [الفتح: 11] قلوبهم كافرة، دخلوا بالكفر وخرجوا به.

فهذا ردٌّ على من ينال من المسلمين - بذكر ما عند هذا المعترض من المعائب والشرور حتى يُفْحَم ويرتدع. كما في هذه الآية: ﴿وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ [البقرة: 217].

ثم قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ [البقرة: 217] لا يزال الكفار يقاتلون المسلمين، هم عيروا المسلمين بأنهم


الشرح