قتلوا كافرًا في الشهر
الحرام. وهم لا يزالون يقاتلون المسلمين ليردوهم عن دينهم. فكيف يعيرون المسلمين
بقتل شخص واحد في شهر حرام، وهم دائمًا يقاتلون المسلمين، يقاتلونهم؛ لأجل صدِّهم
عن الإسلام، وردِّهم عن الإسلام.
﴿وَلَا يَزَالُونَ﴾:
أي: الكفار: ﴿يُقَٰتِلُونَكُمۡ﴾ [البقرة: 217] أيها المسلمون، ﴿حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ﴾
[البقرة: 217] ما قَصْدهم من قتال المسلمين أخذ الأموال أو الاستيلاء على
الأراضي، أو على الموارد كما يقولون أو على البترول. لا، قَصْدهم من قتال المسلمين
صرف المسلمين عن دينهم وإخراجهم إلى الكفر. هذا مقصود الكفار.
ليس
المقصود أنهم يريدون طمعًا دنيويًّا، وإنما يريدون سلخ المسلمين عن دينهم. وهذا في
كل زمن ومكان، والواقع الآن أكبر شاهد على ذلك.
فالمشركون
الآن والكفار يقاتلون المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ لأجل أن يحوِّلوهم من
الإسلام إلى الكفر، إلى اليهودية، إلى النصرانية، إلى الوثنية. هذا شأنهم الآن،
مستمر.
﴿وَلَا يَزَالُونَ﴾
[البقرة: 217]: هذا إخبار من الله جل وعلا أن الكفار منذ بَعَث محمدًا صلى الله
عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة وهم يقاتلون المسلمين.
ولكن
قد يَكُفون عن القتال في بعض الأحيان لغرض من أغراضهم، يَكُفون عن القتال في بعض
الأحوال. لا لأنهم يرحمون المسلمين بل لغرض من أغراضهم هم، وإلا فهم دائمًا وأبدًا
شأنهم قتال المسلمين.
والآن يقاتلون المسلمين بأفتك الأسلحة، يقاتلون المسلمين بالأسلحة الكيماوية، يقاتلون المسلمين بالصواريخ المدمرة، بالقذائف المدمرة، ينسفون عليهم المباني، ينسفون عليهم الحصون، يبيدونهم عن