آخرهم،
كبير وصغير ومريض وطفل، ولا تأخذهم رحمة ولا عاطفة، لا يألون بالمسلمين إلًّا ولا
ذمة.
﴿إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ
إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ﴾ [الممتحنة: 2].
هذا
شأن الكفار، فكيف نثق بهم وهذا شأنهم؟! الله بَيَّن لنا شأنهم معنا، وما يبيتونه
لنا، ونحن نثق بهم، ونقول: هؤلاء أصدقاء، هؤلاء نتقارب معهم!! كما ينادى الآن
بالتقارب بين الأديان، التقارب بين الحضارات!! هذا طمس للإسلام، ومساواة له
بالكفر. يجعل الإسلام دينًا من سائر الأديان مساويًا لليهودية والنصرانية، ونتقارب
معهم، يقولون، هذا ضلال مبين والعياذ بالله.
الله
بَيَّن لنا عداوة الكفار، فكيف نحن نتقارب معهم؟!
نعم،
لا مانع من أننا نتعامل معهم في المصالح، في البيع والشراء، نهادنهم إذا كان
المسلمون ضعفاء، يهادنون الكفار ويصالحونهم إلى أن يقوى المسلمون، هذا جائز.
لكن
أن نتخذهم أصدقاء، ونتخذهم بطانة ونثق بهم، فهذا ضعف بالبصيرة، وانتكاس في الرأي!!
﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾ [البقرة: 217] لأجل أي شيء؟
﴿حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ﴾ [البقرة: 217] هذا هو قصدهم، قصدهم أن يصرفوكم عن دينكم الحق، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120]، وقال تعالى: ﴿وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ﴾ [الممتحنة: 2]، وقال تعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89]، وقال تعالى: ﴿وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰ تَهۡتَدُواْۗ﴾ [البقرة: 135].