×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

«أَوْ خُفٍّ»: وهو ركوب الإبل، إذا سبق على الإبل يأخذ الجائزة، وهي حلال.

«أَوْ حَافِرٍ»: وهي الخيل، فإذا سبق على الخيل يستحق أخذ الجائزة، حلال له، لماذا؟ لأن هذا من التدرب على الجهاد في سبيل الله عز وجل.

وبعدها لا يجوز أخذ الجوائز على المسابقات، وهو الميسر الذي حَرَّمه الله سبحانه وتعالى.

قوله تعالى: ﴿قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ [البقرة: 219] الخمر والميسر فيهما إثم كبير، يعني: كثير؛ وذلك لأن الخمر تغير العقول، والخمر تحمل الإنسان على أن يكون أحط من البهائم، فيتصرف تصرفًا لا تفعله البهائم، فيكون السكران أحط من البهيمة، وهو إنسان كرمه الله بالعقل، وميزه على غيره من المخلوقات، يجني على عقله فيكون أحط من البهيمة.

يقول الشاعر:

         واهجر الخمر إن كنت فتًى          كيف يسعى في جنونٍ مَن عَقَلْ

كيف للإنسان أن يتحول من عاقل إلى مجنون بسبب هذه المادة الخبيثة؟! فهذا من ضررها.

﴿وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ [البقرة: 219] ما هي المنفعة التي في الخمر؟

قالوا: المال، يبيع ويشتري ليحصل على المال. وكذلك يتلذذ بنشوتها ساعة من الوقت وينسى الهموم. هذا من منافع الخمر، هذا كان في أول الأمر.

لكن لما حرمت الخمر سَلَب الله منافعها، فلم يَبْقَ فيها منفعة أبدًا، وبقيت ضررًا محضًا، إنما كان فيها النفع القليل قبل أن تحرم، فلما حُرِّمت صارت ضررًا محضًا.


الشرح