وجاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعدما حُرِّمت الخمر، وقال: إنه يصنع الخمر
للدواء، يستفتي الرسول صلى الله عليه وسلم: هل يجوز أن يصنع الخمر للدواء؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّهَا دَاءٌ وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ» ([1])،
فليس في الخمر دواء، وإنما هي داء.
فبعدما
حُرِّمت لم يَبْقَ فيها منفعة. وأما الميسر، فمنافعه
أنه يحصل به كسب المال برهة من الزمن ويفرح به الإنسان، يفرح بالمال، ولكن سرعان
ما يزول، كما يأتيه المال في لحظة يؤخذ منه في لحظة بسبب الميسر والقمار؛ ولذلك
صار ضرره أكبر من نفعه. ﴿وَإِثۡمُهُمَآ
أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ﴾
[البقرة: 219]
ثم
إن الله حَرَّم المادتين تحريمًا باتًّا في آية المائدة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ
وَٱلۡأَنصَابُ﴾ [المائدة: 90] إلى قوله
تعالى: ﴿فَٱجۡتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾
[المائدة: 90].
فحُرِّمت
الخمر تحريمًا باتًّا ولم يَبْقَ فيها منفعة، وحُرِّم الميسر تحريمًا باتًّا ولم
يَبْقَ فيه منفعة إلى يوم القيامة.
والله
جل وعلا بَيَّن مضار الخمر والميسر في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ
وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ
وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾
[المائدة: 91].
الواجب على المسلمين أن يكونوا إخوانًا متحابين متعاطفين كالجسد الواحد، فأي شيء يُحْدِث العداوة والبغضاء فهو محرم. والخمر والميسر يُحْدِثان العداوة والبغضاء.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1984).