وأشد
من ذلك أنهما يصدانكم عن ذكر الله؛ لأن الإنسان يجب عليه أن يُكثر من ذكر الله،
ويستغل وقته في ذكر الله، ولا يضيعه في اللهو واللعب وتعاطي الخمر وتعاطي الميسر،
هذه خَسارة.
وعمر
الإنسان محدود وليس له غيره، فإذا ضيعه في الخمر والميسر والملهيات، ضاع عليه،
وخسر خسارة لا تعوَّض، يصدَّكم عن ذكر الله.
وأشد
من ذلك: وعن الصلاة. الخمر والميسر يصدان عن الصلاة، يشغلان من يتعاطاهما عن
الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام؛ لأنه يمضي عليه وقت كثير في معاقرة
الخمر والميسر، وتمر عليه الصلوات ولا يصلي.
هذا
هو الذي يريده الشيطان من ترويج الخمر والميسر، وترويج المُخدِّرات، وترويج القات،
وترويج الدخان. يريد الشيطان أن يضر ببني آدم؛ لأنه قال: ﴿قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ
أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا
قَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 62].
فالشيطان
يريد للإنسانية الدمار والخسار والبوار.
وليس
هذا قاصرًا على شيطان الجن، بل أيضًا شياطين الإنس الذين يُروِّجون ويتعاطَون هذه
القبائح ويروجونها للإنسان، ويتعاطونها، هم من شياطين الإنس الذين يتعاونون مع
شياطين الجن؛ لأجل إفساد المجتمعات، وخصوصًا المجتمع المسلم الذي أَمَر الله
بطهارته وتنقيته، وأَمَر الله أن يكون كالجسد الواحد.
فالشيطان يأتي بهذه المواد لأجل أن يفسد هذا المجتمع المسلم، ويقطع العلائق بين الإخوان، فيصبحوا متباغضين متعادين.