×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ومَن ضيع الدنيا ضاعت آخرته.

﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ [البقرة: 219] في الدنيا التي هي دار العمل والاكتساب، ولا تخرج منها بدون عمل صالح واكتساب نافع.

والآخرة - التي هي دار الجزاء - تكون دائمًا على بالك.

يكون دائمًا على بالك القبر والحياة في القبر.

ثم يكون بعد ذلك البعث من القبور، والقيام من القبور.

ثم يكون على بالك المَحْشَر وجَمْع الخلائق في مكان واحد مدة طويلة، خمسين ألف سنة، وتدنو منهم الشمس، ويُلجمهم العرق، والقَدَم على القَدَم من الزحام.

ثم بعد ذلك الموازين، توزن الأعمال، ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ٨ وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا يَظۡلِمُونَ [الأعراف: 8-9].

ثم تطاير الصحف فآخِذٌ صحيفته بيمينه، وآخِذٌ صحيفته بشماله ومِن وراء ظهره.

ثم بعد ذلك الصراط المنصوب على متن جهنم، يمر عليه الخلائق كلهم، وتمشي بهم أعمالهم، فمنهم مَن ينجو، ومنهم مَن يقع في النار.

يتذكر الإنسان هذه الأحوال، ولا يكون بهيمة ليس لها هَمٌّ إلا الأكل والشرب.

بل يتفكر الإنسان في حياته الدنيا، وفي حياته في البرزخ والقبر، وفي حياته بعد البعث والنشور. ويتفكر أيضًا في الجنة والنار، ما في الجنة من النعيم والخلد، وما في النار من العذاب والنكال والألم


الشرح