×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

والحسرة والهموم والأنكاد، والخلود فيها، والعياذ بالله.

يتفكر الإنسان في هذه الأمور.

فإذا تفكر في الدنيا والآخرة، استعدَّ وتاب من الذنوب والسيئات.

أما إذا غفل عن التفكر في الدنيا والآخرة؛ فإنه لا يبالي ماذا يفعل، ليس هناك رادع يردعه، ولا دين يمنعه عما حرم الله؛ فتضيع حياته عليه خسارة، وتكون آخرته عليه وبالاً. نسأل الله العافية والسلامة.

ثم قال جل وعلا السؤال الثالث: ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡيَتَٰمَىٰۖ [البقرة: 220] اليتامى: جمع يتيم. واليتيم: مَن مات أبوه وهو صغير، مَن مات أبوه وهو دون البلوغ، مات أبوه الذي يربيه، مات أبوه الذي يشفق عليه، مات أبوه الذي ينفق عليه، فمن يدافع عنه، من ينفق عليه، من يتولى أمره؟ هو صغير بحاجة، ليس له حول ولا قوة، ومات عائله أبوه.

على المجتمع المسلم، على إخوانه المسلمين، أن يحسنوا إليه، ومن الإحسان إليه إذا كان له ميراث أن يقوم عليه وليٌّ يحفظه وينمِّيه له؛ فاليتيم بحاجة إلى الولي الذي يربِّيه، والذي يحفظ له ماله.

ولما نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلۡيَتَٰمَىٰ ظُلۡمًا إِنَّمَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ نَارٗاۖ وَسَيَصۡلَوۡنَ سَعِيرٗا[النساء: 10].

وقوله تعالى: ﴿وَءَاتُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰٓ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَتَبَدَّلُواْ ٱلۡخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِۖ وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَهُمۡ إِلَىٰٓ أَمۡوَٰلِكُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حُوبٗا كَبِيرٗا[النساء: 2].

وقوله تعالى: ﴿وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَأۡكُلُوهَآ إِسۡرَافٗا وَبِدَارًا أَن يَكۡبَرُواْۚ [النساء: 6].

لما سمع الصحابة هذه الآيات التي فيها من التهديد والوعيد فيمن يأكل من مال اليتيم، شق عليهم ذلك، وصاروا يعزلون طعام اليتيم عن 


الشرح