عليهم ابتداءً؛ لأن هذا
يشق عليهم، بل تَدَرَّج بهم شيئًا فشيئًا رحمةً بهم، وحكمة منه سبحانه وتعالى.
فكانوا
يتركونها وقت الصلاة، فإذا كانت الصلوات في اليوم والليلة خمس مرات؛ فيتركونها خمس
مرات، فهذا يخفف عليهم تركها نهائيًّا.
فلما
اعتادوا على تركها في بعض الفترات؛ نقلهم الله جل وعلا إلى التحريم الباتِّ
والمطلق في جميع الأوقات، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ
مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ
وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ
وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾
[المائدة: 90، 91].
فكانت
هذه الآية حاسمة في تحريم الخمر مطلقًا في جميع الأوقات.
فتَرَكها
المسلمون. وأَمَر النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت عليه هذه الآية الأخيرة،
أَمَر الناس بأن يريقوها، مَن كان عنده خمر فإنه يريقها، فقاموا وشقوا الأوعية
التي فيها الخمر حتى سالت في الشوارع؛ تنفيذًا لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه
وسلم.
هذا
هو التدرج في تحريم الخمر.
وأما
الميسر فمعناه: المراهنات التي يؤخذ عليها جوائز. الميسر هو القمار، وهو المراهنات
والمغالبات التي يؤخذ عليها جوائز مالية، فهذه الجوائز هي القمار وهي الميسر.
والخمر:
هو ما خامر العقل، يعني: غَطَّاه؛ لأن التخمير معناه التغطية. ومنه الخمار الذي
تستر المرأة به رأسها ووجهها وصدرها.
فالخمر: ما خامر العقول، يعني: غَطَّاها، من أي مادة كان، سواء