أو
طاقة موقد للنار، يَسْوَدُّ فمه، وينتن نَفَسه. فلا أحد يطيق أن يشم رائحة المدخن
لخبثه، ثم إن رائحته تنتشر بين الناس وتضايق الناس، حتى في المساجد، ولو ما شرب
الدخان في المسجد، المدخن تصحبه رائحة الدخان حتى في المسجد، فتضايق مَن بجانبه من
المصلِّين.
الدخان
-كما ذكر الأطباء - يورث أمراضًا مستعصية؛ كالسرطان وأمراض الصدر.
أرأيت
لو أنك أتيت إلى حجرة نظيفة مُزيَّنة، ثم أوقدت فيها النار عدة أيام، ماذا تصبح
هذه الغرفة؟ تصبح سوداء، متغيرة الجدران، سيئة الرائحة! هذا وهي غرفة كبيرة، فكيف
بجوف الإنسان الضيق الذي يداوم على شرب الدخان، ماذا يكون جوفه، وماذا يكون صدره،
وماذا يكون بدنه، وماذا تكون أسنانه؟
انظروا
إلى المدخنين، تَرَوا العَجَب العُجَاب!!
ولكن
كما قال الشاعر:
يُقْضَى على المرء في أيام محنته حتى يرى حَسَنًا ما ليس بالحَسَنِ
فلو
أن الإنسان أُجْبِر على شرب الدخان وهو عاقل - لم يقبل. ولو ضُرِب لم يقبل؛ لما
فيه من الضرر. فكيف يأتي باختياره وطوعه ويشرب هذه المادة الخبيثة، بل ينفق فيها
الأموال؟! الدخان مرتفع الثمن، يستنفد أموالاً كثيرة، والله جل وعلا حَرَّم
التبذير والإسراف، وحَرَّم إنفاق المال في غير فائدة، بل في مضرة.
فالدخان
حرام من عدة جهات:
الجهة الأولى: أنه خبيث، والله تعالى يقول: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ﴾ [الأعراف: 157]، لا أحد من الناس حتى الذين