×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

ولذلك قَلَّ أن تحيض المرضعة. وأما في البطن فيتغذى به عن طريق السُّرَّة، سُرَّة الجنين يتغذى به في بطنها؛ ولذلك قل أن تحيض الحامل؛ لأن حيضها يُصْرَف إلى غذاء الجنين في بطنها.

الله خَلَق هذا الحيض لحكمة، ولكنه أذًى؛ لأنه يأتي على المرأة فيمنعها من الصلاة، ويمنعها من الصيام، وأيضًا يحصل لها الألم به، فهو أذًى لكن فيه مصلحة.

الله خَلَقه لمصلحة، وإن كان فيه أذًى لكن مصلحته راجحة؛ لأن الله لا يخلق شيئًا عبثًا سبحانه وتعالى.

وسبب نزول هذه الآية أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يحل لهم من الحائض إذا حاضت؟ لأن اليهود كانوا يتشددون في شأن الحائض، فكانوا لا يقربونها ولا يأكلون مما طبخته ولا مما صنعته، ويعتزلونها اعتزالاً كاملاً.

فالمسلمون سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله هذه الآية: ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ قُلۡ هُوَ أَذٗى [البقرة: 222] ولكن خلقه الله لمصلحة راجحة كما سبق.

ثم قال جل وعلا: ﴿فَٱعۡتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلۡمَحِيضِ [البقرة: 222] اليهود يعتزلون الحائض نهائيًّا، والله أَمَر المؤمنين أن يعتزلوا النساء في المحيض، يعني: مَخْرَج الحيض، يتجنبه الزوج، وهو الفرج، وأما بقية جسم المرأة فيستمتع زوجها به، يضاجعها وينام معها ويباشرها، إلا أنه لا يجامعها في الفرج، في مَخْرَج الحيض.

﴿ٱلۡمَحِيضِ يعني مَخْرَج الحيض، هذا هو الذي يتجنبه الزوج من الحائض، وهو الجماع فقط.


الشرح