فهذا
هو الفرق بين دعوة الله، ودعوة الكفار: الكفار يدعون إلى النار. والله جل وعلا
يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه.
﴿وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [البقرة: 221] كما بَيَّن لكم عدم تزويج الكفار من
المسلمات، وعدم تزوج المسلمين من الكافرات، هذا من بيانه سبحانه؛ لأن هذا فيه خطر
عليكم وعلى أولادكم، فهو سبحانه بَيَّن لكم هذه الأحكام العظيمة.
﴿وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾. الله جل وعلا يبين لجميع الناس: المسلمين والكفار.
ولكنِ المسلمون يستجيبون ويَقبلون هذا البيان. وأما الكفار فلا يَقبلون هذا
البيان؛ فيكون حجة عليهم. فالله يبين لجميع الناس، ولكن الهداية بيد الله سبحانه
وتعالى، ﴿وَيَهۡدِي
مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [يونس: 25]، أما البيان فإنه عام، فلا أحد من الخلق إلا
والله جل وعلا قد بَيَّن له طريق الحق من طريق الباطل، وبَيَّن له الهدى من
الضلال.أقام الحجة على عباده سبحانه وتعالى.
﴿لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾
[البقرة: 221] رجاء أن يتذكروا من غفلتهم، فيتوبوا إلى الله ويَقبلوا هدى الله
سبحانه وتعالى؛ لأنهم في كفرهم وفي معاصيهم بمنزلة الغافل الساهي، الله جل وعلا
يُذكِّرهم من أجل أن يتوبوا إليه سبحانه وتعالى، ويرجعوا إلى رشدهم وإلى صوابهم،
فتكون لهم العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة.
ثم
قال جل وعلا: ﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡمَحِيضِۖ﴾
[البقرة: 222]
«المحيض»: مصدر من الحيض. والحيض: هو دمُ جِبِلَّة وطبيعة يخرج من المرأة في أوقات معينة، خَلَقه الله جل وعلا من أجل غذاء الولد، في بطن أمه، يتغذى به على طبيعته. وأما إذا ولدته فإنه ينقلب إلى لبن.