وفي
هذا تنفير من تزويج الفَسَقة وإن كانوا مسلمين، يجوز
تزويج الفاسق من مسلمة. لكن الأَوْلى ألا يُزوَّج منها؛ لئلا تتأثر به وبفسقه.
فإذا
كان كافرًا أو مرتدًّا، فهذا بالإجماع لا يجوز أن تُزوَّج منه المسلمة.
ثم
قال جل وعلا: ﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ﴾ [البقرة: 221] الله جل وعلا يدعو عباده إلى الجنة، إلى
الإسلام، إلى الإيمان، إلى الأعمال الصالحة التي هي سبب في دخول الجنة؛ رحمةً منه.
ولهذا
قال جل وعلا: ﴿وَٱللَّهُ
يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [يونس: 25]، ﴿يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ﴾ [إبراهيم: 10].
فالله
جل وعلا يدعو إلى الجنة بشرعه وأَمْره ونهيه وتشريعاته، كلُّ ذلك يدعو عباده إلى
الجنة.
يأمرهم
بعبادته لأن عبادته سبب لدخول الجنة، وينهاهم عن الشرك لأن الشرك سبب لدخول النار.
﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ﴾ [البقرة: 221] أي: ويدعو إلى المغفرة، أن تتوبوا من
الذنوب؛ من أجل أن يَغفر لكم ذنوبكم؛ رحمة منه سبحانه؛ لحاجتكم إلى ذلك.
أما
هو سبحانه فهو غني عن عباده، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾
[إبراهيم: 8].
الله
جل وعلا غني عن عباده، عن عبادتهم وعن طاعتهم. وإنما مصلحة ذلك راجعة إليهم، وهم
المحتاجون، والله يدعوهم إلى ذلك رحمة منه سبحانه وتعالى بهم.
﴿وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ﴾ [البقرة: 221] أي: يدعوكم لتتوبوا من الذنوب ليغفر لكم سبحانه وتعالى.