×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 لأن تارك الصلاة متعمدًا كافر خارج من الدين.فلا يجوز أن يُزوَّج من مسلمة.

وإن زُوِّج وهو مسلم، ثم ترك الصلاة متعمدًا، فإنه يَبطل نكاحه من المسلمة ويُفرَّق بينهما؛ لأنه ارتد عن الإسلام. فإن تاب في أثناء العدة، تُرَد عليه زوجته. وإن لم يتب إلا بعد انتهاء العدة، فإنه يُعقد له عليها بعقد جديد.

﴿وَلَا تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ [البقرة: 221]، فإذا آمنوا يزوِّجون.

ثم قال جل وعلا مبينًا العلة في منع تزويج المشركات من المسلمين وتزويج المسلمات من المشركين، بَيَّن العلة في ذلك بقوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ [البقرة: 221] أي المشركون والمشركات، ﴿يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ[البقرة: 221] يَدْعون إلى النار بأعمالهم، فيتأثر المسلم بدعوتهم.

فالمرأة إذا كانت مشركة فإنها تدعو زوجها وتدعو أولادها إلى الكفر الذي هو سبب لدخول النار.

والزوج إذا كان مشركًا فإنه يدعو زوجته إلى الكفر الذي هو سبب لدخول النار.

﴿أُوْلَٰٓئِكَ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ [البقرة: 221] هذا هو السبب في منع التزاوج بين المسلمين والكفار، أن الكفار يدعون إلى النار بأعمالهم وأقوالهم وسلوكهم.

فلا يجتمع مسلم مع كافرة إلا الكتابية. ولا تجتمع مسلمة مع كافر مطلقًا، من جميع الأديان؛ لأنهم يَدْعون أتباعهم ومَن لهم عليه سلطة؛ يَدْعونهم إلى النار.


الشرح