انظر
﴿مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ
ٱللَّهُ﴾ [البقرة: 222] يعني: في
القُبُل. فلا يجوز للزوج أن يجامع زوجته من الدبر، هذه لوطية والعياذ بالله، ولا
يجوز، الدبر ليس محلًّا للوطء، ولا محلًّا للحرث، بل هو محل للخبائث!!
وهنا
يقول: ﴿مِنۡ حَيۡثُ
أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ﴾، أي: من
القُبُل.
أما
الدبر فإنه حرام؛ لأن بعض الفسقة لا يبالون، فيأتون زوجاتهم من جهة الدبر.
وهذه كبيرة من كبائر الذنوب، وهي لوطية.
فإذا
داوم على ذلك ولم ينتهِ، فإنها تُفصَل منه المرأة، ولا يجوز أن تبقى معه؛ لأنه
حيوان وليس آدميًّا؛ لأن محل الجماع هو الفرج، هو القُبُل. أما الدبر فإنه حرام
وكبيرة من كبائر الذنوب، وليس محلًّا للنسل ولا محلًّا للحرث الذي هو النسل.
ثم
قال جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]
﴿يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ﴾:
الله جل وعلا يوصف بأنه يحب، كما أنه يكره، وكما أنه يُبغِض، وكما أنه يسخط، وكما
أنه يمقت. هذه صفات لله عز وجل، صفات فعلية، يحب أهل الطاعات، ويمقت أهل المعاصي
والشرك والكفر، ويبغضهم ويسخط عليهم ويغضب عليهم سبحانه وتعالى.
فهذا
فيه وصف الله جل وعلا بالمحبة، وأنه جل وعلا يحب، لكن يحب من؟ ﴿يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ﴾: الذين إذا أذنبوا تابوا
إلى الله وسارعوا إلى التوبة.
هذا
من رحمته سبحانه، يعصونه ويخالفونه، ثم إذا تابوا أحبهم، هذا من كماله سبحانه
وتعالى، ورحمته بعباده، أنهم إذا تابوا أحبهم، ولا كأنهم فعلوا شيئًا، ويعفو عنهم
ويغفر لهم.
﴿يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ﴾: والتوبة لا تكون إلا من ذنب ومعصية، فمن تاب تاب الله عليه. ولا يكفي أن يتوب عليه بل يحبه، هذا من رحمته