أما
أهل الكتاب فيؤمنون بالرسل في الجملة، ويؤمنون بالكتب في الجملة. عندهم أصل
الإيمان بالرسل، وأصل الإيمان بالكتب في الجملة. وإن جحدوا بعض الرسل وبعض الكتب.
وكذلك هم يؤمنون باليوم الآخِر، يؤمنون بالبعث والنشور؛ لأنهم أهل كتاب، فاليهود
عندهم التوراة التي أُنزلت على موسى، والنصارى عندهم الإنجيل الذي أُنزل على عيسى،
عليهما الصلاة والسلام.
فيباح
للمؤمن أن يتزوج الكتابية، بشرط أن تكون محصَنَة، أي: عفيفة في عِرْضها، ﴿وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ
ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ﴾ [المائدة: 5]
وهذا
بشرطين:
الشرط
الأول: أن تكون محصَنَة عفيفة في عِرْضها عن الزنا.
الشرط
الثاني: أن تكون كتابية، إما يهودية وإما نصرانية.
وهذا
عليه جمهور أهل العلم، وإن كان الأَوْلى بالمسلم أن يتزوج مسلمة، لكن يجوز له أن
يتزوج كتابية؛ وذلك أنهم أهل كتاب، كما أنه يجوز لنا أن نأكل ذبائحهم.
﴿وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ
حِلّٞ لَّهُمۡۖ﴾ [المائدة: 5] أي: ذبائحهم؛
لأنهم يذبحون على الطريقة الشرعية، فتباح لنا ذبائحهم؛ لأنهم أهل كتاب، فيذبحون
على الطريقة الشرعية.
وتكون
هذه الآية - وهي قوله: ﴿وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ
مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن
قَبۡلِكُمۡ﴾ [المائدة: 5] مُخصِّصة لقوله
تعالى: ﴿وَلَا
تَنكِحُواْ ٱلۡمُشۡرِكَٰتِ حَتَّىٰ يُؤۡمِنَّۚ﴾
[البقرة: 221]
ثم قال جل وعلا: ﴿وَلَأَمَةٞ مُّؤۡمِنَةٌ خَيۡرٞ مِّن مُّشۡرِكَةٖ وَلَوۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡۗ﴾ [البقرة: 221] الأَمَة هي المملوكة.المملوكة المؤمنة يتزوجها المسلم، وهي خير من