ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا
تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ﴾
[البقرة: 222] هذا من باب التأكيد، «اعتزلوا» و«لا تقربوا»، هذا من باب التأكيد.
﴿وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ﴾:
ليس المراد أن تقربوا من أجسامهن أو مما يعملن، لا، ﴿وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ﴾:
أي: لا تجامعوهن، كناية عن الجماع. فهو تأكيد للاعتزال.
﴿وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ﴾
[البقرة: 222] ما الفرق بين «يَطْهُرن» و«يتطهرن»؟ الفرق واضح:
﴿حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ﴾:
يعني: ينقطع الحيض، وذلك بأن ترى انقطاعه يقينًا، إما بأن ترى القَصَّة البيضاء
التي تدل على انقطاع الحيض. وإما بأن تختبر المَخْرَج بأن تضع فيه قُطنة، ثم تنظر
فيها، فإن رأت في القطنة شيئًا من الأثر فهي لا تزال حائضًا، وإن ظهرت القطنة
بيضاء نقية، فهذا دليل على أن الحيض قد انقطع، وهو ما يسمى بالنشاف.
هذا
معنى ﴿حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ﴾: يعني: حتى ينقطع عنهن دم الحيض.
﴿فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ﴾
[البقرة: 222] يعني: اغتسلن.
فقوله:
﴿وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ
حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَۖ﴾ [البقرة:
222] هذا ليس من فعلهن، وإنما هو من فعل الله سبحانه بهن.
وأما
قوله: ﴿فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ﴾ [البقرة: 222] فهذا من فعلهن، وهو أن يستعملن الماء
بالاغتسال؛ لأن الحيض حدث أكبر، يحل في جميع جسم المرأة، فتزيله بالاغتسال الكامل
على الجسم.
﴿فَإِذَا تَطَهَّرۡنَ﴾
[البقرة: 222] ذا إذا كان عندها ماء.
أما إذا لم يكن عندها ماء، أو كان عندها ماء لكنها لا تستطيع أن تستعمله، ولا تستطيع أن تغتسل، فإنها تتيمم بالتراب، وتطهر بذلك.