×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 لأنه أصبح ليس آدميًّا، وليس حيوانًا؛ لأن الحيوان لا يفعل هذا. الحيوان ما يأتي الأنثى من الحيوانات ما يأتيها في الدبر أبدًا، خلقة طبيعة رَكَّبها الله في المخلوقات، فالحيوان ما يأتي الأنثى في دبرها. لكن ابن آدم إذا انحط - والعياذ بالله - صار أحط من البهائم.

الله جل وعلا يقول: ﴿فَأۡتُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُۚ [البقرة: 222] أي: في القُبُل. فوطء المرأة في الدبر حرام، وكبيرة من كبائر الذنوب، وملعون مَن فعله. وإذا تكرر منه ولم يرتدع، فلا يجوز لها أن تبقى معه، بل تطالب بالانفصال عنه، وتُفصل منه شرعًا.

ثم قال جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222] الله جل وعلا من صفاته الفعلية يحب التوابين، يحب المتقين، يحب المحسنين، فهو سبحانه وتعالى يُحِبُّ، هو يُحِبُّ، ويُحِبُّ، يُحِبُّهم ويُحِبُّونه، يُحِبُّه أولياؤه وعباده المؤمنون، وهو يحبهم سبحانه وتعالى، ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ [المائدة: 54]، فالمحبة من صفات الله جل وعلا، الفعلية، لكنه يحب أهل الصفات الحميدة، كما أنه يبغض أهل الصفات الذميمة، يبغض الكافرين والمنافقين، ويكرههم سبحانه وتعالى. وكذلك هو يحب المتقين والمحسنين والتائبين والتوابين، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222] والتوابون: كثيرو التوبة. والتواب: هو كثير التوبة الذي كلما أذنب ذنبًا تاب إلى الله عز وجل، هذا هو التواب.

أما الذي لا يتوب من ذنبه، فإن الله يبغضه. أو الذي يتوب أول مرة، ثم إذا وقع مرة ثانية ترك التوبة - هذا يبغضه الله عز وجل.

أما الذي كلما أحدث ذنبًا أحدث له توبة، فإن الله يحبه، حتى ولو أنه تاب ثم أذنب، ثم تاب ثم أذنب، فالله جل وعلا يحبه.


الشرح