×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

والله جل وعلا يقول: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر: 53].

فلا يقل الإنسان: «أنا تبت ثم عدت إلى الذنب» ويترك التوبة، ويأتيه الشيطان ويقول: «أنت تلعب، تتوب ثم تذنب، ثم تتوب ثم تذنب، هذا تلاعب، ليس لك توبة» هذا من الشيطان. بل يتوب إلى الله مهما تكرر ذنبه، يكرر التوبة، والله يحب مَن يفعل ذلك.

انظر، يتوب ثم يذنب ثم يتوب، يحبه الله جل وعلا، هذا من كرمه سبحانه وتعالى.

﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ [البقرة: 222] هذه صفة.

الصفة الثانية: ﴿وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222] الطهارة الحسية بالماء، يتطهرون من الحدث الأكبر والأصغر، يتطهرون من النجاسة بالماء، هذه طهارة حسية. ومن ذلك تطهُّر الحائض من الحيض. هذه طهارة حسية من الحدث الأكبر.

والطهارة المعنوية، الذي يتطهر من الذنوب والمعاصي والسيئات، هذه طهارة معنوية.

الله جل وعلا يحب المتطهرين الطهارة الحسية والطهارة المعنوية. ومن ذلك تجنب الحائض فإن هذا من الطهارة، تجنب الحائض، تجنب جماع الحائض هذا من الطهارة، وجماعها وهي حائض من النجاسة، والله يكره هذا.

فالذي يتجنب ما حرم الله عليه هذا من المتطهرين، والله حرم جماع الحائض، فالذي يتجنبه، هذا من المتطهرين الذين يحبهم الله.

لكن قد تسأل وتقول: لو ابتُلي الإنسان وجامع زوجته وهي حائض، فماذا يجب عليه؟ لأن هذا قد يقع.

الجواب: إذا ابتُلي وجامع امرأته وهي حائض، وهو يدري، يعلم


الشرح