فسُنَّة
الرسول صلى الله عليه وسلم حجة قاطعة بعد كتاب الله سبحانه وتعالى؛ لأن سنة الرسول
صلى الله عليه وسلم تفسر القرآن وتوضحه وتدل عليه؛ لأن الله وَكَّل إلى نبيه صلى
الله عليه وسلم بيان القرآن للناس، وقد بينه صلى الله عليه وسلم غاية البيان بهذه
السُّنة العظيمة، وهذه الأحاديث الشريفة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
﴿وَمَآ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡحِكۡمَةِ يَعِظُكُم
بِهِۦۚ﴾ [البقرة: 231] يعظكم
بالكتاب والسنة، يعظكم من العقوبات والفتن والشرور. القرآن موعظة. والسنة موعظة
للمتقين والمؤمنين، يتعظون بالآيات وبأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فيتركون
المعاصي ويَلزمون الطاعات، ويعتبرون بما قصه الله عز وجل عن الأمم السابقة، وما
قصه الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتعظون بما فيه من الوعيد وذكر النار والعذاب،
يتعظون بذلك، ويتركون المعاصي، والذنوب والسيئات ﴿يَعِظُكُم بِهِۦۚ﴾
[البقرة: 231].
﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾
[البقرة: 231] أَمَر الله سبحانه بالتقوى. والتقوى كلمة عامة لجميع خصال الخير.
وهي أن تجعل بينك وبين غضب الله وعذابه وقاية من طاعته بامتثال أوامره واجتناب
نواهيه. هذه هي التقوى.
التقوى
أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف من
عذاب الله. هذه هي التقوى.
وهي كلمة جامعة لكل خصال الخير، وقد عَلَّق الله عليها خيرات كثيرة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا﴾ [الطلاق: 2- 3] ﴿إِنَّهُۥ مَن يَتَّقِ وَيَصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ