×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ٱلۡمُحۡسِنِينَ [يوسف: 90] ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا [الطلاق: 4] ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا وَيُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ [الأنفال: 29].

التقوى لها آثار حميدة وعواقب طيبة. والله عز وجل يحب المتقين، فهذا دليل على ما للتقوى من مكانة عند الله سبحانه. والله عز وجل قال: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ [البقرة: 197]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحجرات: 13].

فالتقوى كلمة عظيمة كلمة جامعة لكل خصال الخير.

ثم قال: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ [البقرة: 231] بمعنى: أن الله لا يخفى عليه شيء من أعمالكم الظاهرة والباطنة. ومن ذلك أعمالكم مع النساء، مع الزوجات، أعمالكم في النكاح، وأعمالكم في الطلاق، وأعمالكم في الرجعة. يعلم سبحانه وتعالى سرَّكم وجهركم، ويعلم ما تكسبون، ولا يخفى عليه خافية ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ.

فهذا مما يستدعي من الإنسان أن يراقب الله عز وجل في السر والعلانية، وأن يتقي الله سبحانه وتعالى حيثما كان، كما قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ» ([1])،﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ.

ثم قال عز وجل: ﴿وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ[البقرة: 232].

معنى الآية الكريمة أن الإنسان إذا طلَّق زوجته طلاقًا دون الثلاث، وخرجت من العدة، فله أن يراجعها بعقد جديد، إذا طلق زوجته دون


الشرح

 ([1])أخرجه: الترمذي رقم (1987)، وأحمد رقم (21354)، والدارمي رقم (2833).