×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ» ([1]).

وقال: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَنْكَحَتْ نَفْسَهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ بَاطِلٌ بَاطِلٌ» ([2]).

فلا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها، ولا أن تزوج غيرها من بناتها أو بالوكالة، ما يجوز هذا، هذا للرجال، هم الذين يزوجون النساء.

﴿فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَٰضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ مِنكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۗ [البقرة: 232].

هذه الأحكام العظيمة، وهذا النظام الجليل الدقيق في أمور النكاح والرجعة - يوعظ به مَن كان منكم - أيها المؤمنون - يؤمن بالله واليوم الآخر.

فهذا دليل على أن العمل من الإيمان، وأنه داخل في مسمى الإيمان. فالذين يعملون بهذه الأحكام ويتقيدون بها - هذا سماه الله إيمانًا. وهو عمل يوعظ به مَن كان منكم يؤمن بالله عز وجل وبجزائه ولقائه، ويؤمن باليوم الآخِر الذي هو يوم القيامة الذي فيه الحساب وفيه الجزاء وفيه الجنة والنار. فإذا تَذَكَّر الإنسان ذلك، فإنه يترك المخالفات الشرعية ويتقيد بالأوامر الإلهية.

﴿ذَٰلِكُمۡ [البقرة: 232]، التقيد بالأحكام الشرعية في أمور الطلاق وأمور الرجعة ﴿ذَٰلِكُمۡ أَزۡكَىٰ لَكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ[البقرة: 232] أطهر لكم، الزكاة معناها الطهارة. أي: أطهر لكم وأبعد لكم عن الفساد، وأبعد لكم عن اختلال الأمور.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن حبان رقم (4075)، وعبد الرزاق رقم (10473).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2083)، والترمذي رقم (1102)، وأحمد رقم (24372).