أو
﴿أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ﴾ يعني: تتركون الرجعة حتى
تنتهي العدة، وتَبِين وتتزوج بآخر من أجل الحصول على مصالح الزواج. ولا تبقى
أَيِّمًا، ليست مطلقة، وليست ذات زوج، تذروها كالمعلقة. هذا لا يجوز.
لا
يجوز للزوج أن يستعمل حقه الذي جعله الله له - في الإضرار بالزوجة، ومن ذلك
الرجعة.
الرجعة
إنما تكون لمن يريد الإحسان، ويريد الإمساك بمعروف، لا من يريد بالرجعة الإساءة
إلى المرأة.
﴿وَإِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ
فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ﴾
[البقرة: 231] هذا نهي عن الرجعة؛ من أجل الإضرار بالزوجة كما ذكرنا.
﴿وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ﴾،
تريدون المضارة بالزوجة، وإعاقتها عن الزواج، وأن تبقى لا هي ذات زوج، ولا هي
مطلقة. كلما قاربت على العدة وشارفت على النهاية والفرج، راجعها ثم طلقها...
وهكذا. هذا تلاعب، وظلم للنساء.
﴿فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖۚ وَلَا تُمۡسِكُوهُنَّ ضِرَارٗا لِّتَعۡتَدُواْۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ﴾ [البقرة: 231] مَن يراجع زوجته من أجل الإضرار بها، ومن
أجل حبسها عن الزواج، أو من أجل أن تفتدي منه بمال - فإنه قد ظلم نفسه حيث عَرَّض
نفسه لغضب الله سبحانه وتعالى.
ثم قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُوٗاۚ﴾ [البقرة: 231] أي: لا تتخذوا الطلاق مهزلة، بأن يطلق، ويقول: أنا ألعب، أنا أمزح. هذا ما فيه مزح ولا فيه لعب. إذا تَلَفَّظ بالطلاق وقع، ولو كان مازحًا