×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ [البقرة: 233]، هذا عامٌّ في جميع الأعمال، ولكن في سياق الآية من باب أَوْلى مراعاة أحوال الطفل، ومراعاة اتفاق الوالدين والتراضي بينهما والتشاور وعدم الإخلال، ولا يكون النزاع بين الوالدين، لا يكون سببًا في مَضرة الطفل، فإن الله عز وجل يعلم كل ما يَصدر عنكم في حق هذا الطفل الرضيع؛ لأنه لا يملك لنفسه ضَرًّا ولا نفعًا، وإنما وَكَّل إليكما النظر في مصالحه وما يصلحه.

﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ [البقرة: 233]، أيّ عمل، وخصوصًا مسألة الطفل الرضيع الذي جعله الله بين أيديكم، وهو لا يملك لنفسه ضَرًّا ولا نفعًا.

﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ [البقرة: 233] الله يوصف سبحانه وتعالى بالبصر ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ[الشورى: 11] يوصف بالسمع ويوصف بالبصر، ويوصف بالعلم، يوصف بالحياة، يوصف بالقدرة، والإرادة، له أوصاف كثيرة وَصَف بها نفسه أو وَصَفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجب إثباتها لله عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل. هذا هو الواجب لأسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى.

ثم قال عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَعَشۡرٗاۖ [البقرة: 234].

ذَكَر في الآيات السابقة عِدَّة المطلقة، قال عز وجل: ﴿وَٱلۡمُطَلَّقَٰتُ يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءٖۚ [البقرة: 228] قيل: ثلاث حِيَض. وقيل: ثلاثة أطهار. على الخلاف.

والتي لا تحيض لكِبَر أو لصِغَر، أو لانحباس الحيض، لا تحيض أصلاً، أو لا تحيض للإياس والكِبَر، أو لا تحيض لأنها صغيرة؛ قال


الشرح