×
دورس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثاني

 ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ [البقرة: 234]. انظر، ما قال: «فلا جناح عليهن» قال: ﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ، خاطب الأولياء؛ لأن الرجال قوامون على النساء، فولِيُّها هو الذي يراعيها ويحفظها في هذه الفترة؛ لأنه مسترعى عليها.

﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ، أي: لا إثم عليكم، ﴿فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ [البقرة: 234].

ما المراد بـ ﴿فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ ؟ يعني: من التزين والتعرض للخُطَّاب بعد تمام أربعة الأشهر وعشرة أيام. لا حرج في أن المرأة تتزين، وتتجمل، وتتعرض للخُطَّاب؛ لأنه زال المحذور بالتربص.

ويؤخذ من هذا مسألة الإحداد، المتوفَّى عنها زوجها يجب عليها الإحداد مدة العدة؛ لأن الله قال: ﴿فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ [البقرة: 234]، دلَّ بمفهومه على أنهن قبل بلوغ الأجل أنهن لا يفعلن شيئًا مما يُرغِّب في خِطبتها أو طلب التزوج منها، وهذا هو الإحداد، يلزم مدة العدة عدة الوفاة من موت الزوج إلى أن تكمل أربعة أشهر وعشرة أيام، يلزمها الإحداد. والإحداد هو ترك ما يدعو إلى نكاحها، ويُرغِّب في النظر إليها من الزينة والتحسين.

المرأة المعتدة من الوفاة لا تتطيب بأنواع الطِّيب، ولا تتجمل في بدنها بالخِضاب والمساحيق والكحل، ولا تتجمل بالمحلى بلباس الذهب والخواتيم والقلائد... وغير ذلك. تتجنب الزينة زينة الحُلي وزينة الثياب، لا تلبس الثياب ثياب الزينة، وإنما تلبس ثياب البذلة، الثياب التي ليس فيها زينة، تتجنب الزينة بجميع أنواعها، في بدنها، وفي حُلِيها، وفي ثيابها. وتتجنب الطِّيب.


الشرح